خالد توحيد يكتب خط مستقيم عن الصقر المصرى و عمادة لاعبى العالم: إنهم لا يحبون الرياضة.. بل يحبون كراسيها فقط

خالد توحيد يكتب خط مستقيم عن الصقر المصرى و عمادة لاعبى العالم: إنهم لا يحبون الرياضة.. بل يحبون كراسيها فقط

عندما حصل أحمد حسن على لقب عميد لاعبى العالم.. لم يكن هذا اللقب شخصيا، أو ذاتيا لأحمد حسن بالمعنى الحرفى.. نعم هو الذى حقق اللقب، وهو الذى تعب واجتهد من أجله، وسيبقى دوما مكتوبا باسمه، ولكن الحقيقة.. أن مصر حاضرة فى هذا اللقب، ومستفيدة منه تماما مثلما استفاد منه اللاعب.. أن عمادة العالم، هى تشريف لمصر

 

 

وإضافة إلى رصيدها بشكل أو آخر.. وكنت أظن أن هذا الأمر ستجرى معالجته بهذه الصورة فى الإعلام، واعتقدت أن مصر ستحتفى بنفسها فى صورة هذا اللقب كثيرا، وتعطيه حقه من التقدير، والاهتمام، والاحتفاء.. وهو ـ بكل أسف ـ ما لم يحدث.. وأظن أنه لن يحدث، لأن الوسط الرياضى بات مريضا، وتحولت أمراضه إلى أمراض مزمنة، صارت تؤثر على رؤيته، وقناعاته، وقراراته، وكيفية تعامله مع المواقف والأحداث المختلفة، وأعتقد أنه حان الوقت للتعافى من هذه الأمراض، والقضاء عليها. أمراض الوسط الرياضى، جعلت إدراك أصحابها قاصرا عن تقدير وزن مثل هذا التتويج، وقيمته الوطنية، وكونه سيبقى مرتبطا لوقت غير قصير باسم البلد، حتى يأتى آخر ليتمكن من تحطيم رقم أحمد حسن، وهو فى ظنى عمل صعب للغاية، لأن أحمد حسن وصل إلى المشاركة فى 180 مباراة، ولا يزال قادرا على إضافة المزيد، ومن الصعب أن يصل أحد إلى هذا الرصيد، على الأقل فى السنوات الخمس المقبلة.. وهو فى حد ذاته شرف كبير. الوسط الرياضى ـ بكل أسى ـ يعانى من سيطرة الألوان عند النظرة لكل الأشياء.. والألوان عندنا تتسبب فى انحراف الأحكام، والتأثير على رؤيتنا للأمور.. أي أن الناس عندما يشجعون الأهلي والزمالك، فإنهم يتأثرون بهذه العاطفة.. ويبتعدون عن الأحكام الموضوعية التى يصل إليها العقل، وإلى جانب الألوان.. يعانى الوسط الرياضى من غيرة قاتلة بين كثير من شخوصه، ونتيجة لتلك الغيرة.. تتبدل الرؤى، وتتحول النظرة.. وأذكر أننى ـ منذ عدة أشهر ـ كنت أدير حوارا مع لاعب سابق من المعروفين فى مجال الكرة، وكان الحوار تليفزيونيا، ومحوره منتخب مصر لكرة القدم.. والمباريات الودية التى يلعبها، وكنت أؤكد له كيف أنه من المهم، أن يكون من بين أهداف تلك المباريات أن نعمل جميعا من أجل تتويج أحمد حسن عميدا للاعبى العالم.. فلم يكن من صاحبنا سوى أن قابل الكلام بفتور شديد جدا، معتبرا أن مثل هذا الهدف ليس مهمًا بهذه الصورة!! على أى حال.. وأيا كانت الأسباب والدوافع.. يبدو أننا نحتاج إلى إعطاء دروس فى الوطنية، لكل من يرتبطون بعلاقة ما، مع الوسط الرياضى عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص.. حتى يقدروا الإنجاز الذى تستفيد منه البلد.. ولو كان باسم شخص من الأشخاص، لابد من تصحيح كل تلك الخطايا لو كنا نريد أن نعيش فى أجواء أفضل.. ولكن من الواضح أنهم لا يريدون.